منتديات إبداع للأبد

أعزائي زائري موقع ومنتدى إبداع للأبد بادر بالتسجيل الآن وشارك معنا ...
إنضم لأسرتنا الآن ...
مع تحيات إدارة موقع ومنتدى إبداع للأبد


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات إبداع للأبد

أعزائي زائري موقع ومنتدى إبداع للأبد بادر بالتسجيل الآن وشارك معنا ...
إنضم لأسرتنا الآن ...
مع تحيات إدارة موقع ومنتدى إبداع للأبد

منتديات إبداع للأبد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أشرقت شمس الإبداع بعودتك يــــــــــا زائر إلى موقع ومنتدى إبــــــداع للأبــــــــد

 
 
 
    رسالتنا : التغلب على ملهيات الحياة وجعل بيئة الإبداع أساس لكل أعمالنا وبذلك نيل الثواب من الله عز وجل ,  رؤيتنا : تقديم بيئة إبداعية على الشبكة العنكبوتية متمثلتاً بموقع ومنتدى إبداع للأبد وجعله أساس رسالتنا

    قصص أدبية جميلة

    ياسمين جوما
    ياسمين جوما

    مبدع\ـة جديد


    مبدع\ـة جديد


    ( تاريخ التسجيل ) : 18/01/2015
    ( مجال ابداعي ) : كمبيوتر
    ( مشاركاتي ) : 4
    ( سمعتـي ) : 0
    ( نقاطـــي ) : 7
    ( العمــــر ) : 34
    ( الهوايـة ) : الرسم
    ( الطبقة ) : عضو عام
    ( العمـل ) : مبرمج
    ( البـــلد ) : المملكة العربية السعودية
    انثى
    رسالة موقع ومنتدى إبداع للأبد

    قصص أدبية جميلة Empty قصص أدبية جميلة

    مُساهمة من طرف ياسمين جوما الأربعاء 28 يناير 2015 - 14:19

    في العالم الآخر...

    كان انتقالي من الحياة الجامعية إلى حياة العمال كمرحلة مؤقتة ليس بالأمر السهل كما ظننت، وبالرغم من خبرتي السابقة، إذ انه كان تغييراً جذريا في كل شيء، العادات اليومية والساعة البيولوجية والطعام والشراب والنظام ـ إن وجد ـ وحتى اللهجة واللغة أحيانا.

    فهناك، المئات من الشباب الفلسطيني أو كما قال احدهم "الضفاوية" الساعي لكسب العيش في ظل كل تلك المصاعب، هناك حيث تعمل وتكد طوال نهار كامل ليقال لك أخره:"زي لو توف"!، هناك حيث التحدي والصبر والجلد والإصرار على الحياة.

    هناك... حيث يستقر الغبار في كل ناحية من جسدك، ويمتزج فراشك برائحة العرق والسردين والتونا، هناك حيث لن تحصل على دوش ساخن لأسبوعين أو ثلاثة بل وربما لشهرين أو ثلاثة، وهناك ستشتاق لخبز الطابون وكأنك لست في وطنك!


    هناك... حيث تصبح الحاجة أم الاختراع، لتجد نفسك مبدعاً في صناعة أدوات المعيشة من ابسط المواد، هناك حيث مسكنك ومنامك وسجنك وعملك وعالمك الخفي، هناك حيث يلتم الشمل الفلسطيني، فتجد الخليلي والغزاوي والنابلسي والطوباسي والقلقيلي والجينيني والكرمي والمقدسي والفحماوي والسبعاوي والنصراوي.

    هناك... حيث لا تستطيع الخروج إلى الشارع، المشي والتبضع، هناك حيث يصبح الحصول على بطيخة مكسباً عظيماً ليترافق أكلها بطقوس وترانيم أشبه ما تكون بالهندية وما في ذلك من الغناء والأهازيج والدوران حول البطيخة!!

    هناك... حيث التناقضات والمفارقات، هناك تجد المحامي والمهندس والأستاذ عاملاً، هناك حيث يصبح السبت متنفساً وحيدا لتبادل الزيارات العمالية، وشرب الشاي والقهوة، وفلترة التبغ "العربي" وغسل الملابس بالماء البارد والصابون ـ بل وربما بسائل الجلي ـ، وكتابة المقالات والاستماع لإذاعة فلسطينية وتحضير وجبة اندومي سريعة والاستماع لترانيم السبت اليهودية!!

    هناك... مهد المآسي ومنبع الآلام، هناك تجد غزاويا انقطع به السبيل وحالت لقمة العيش بينه وبين أهله وزوجته وطفله الذي فتي بعيداً عن كنف والده غزاوي الأصل وضفاوي الهوية! والمشتت والمرهون بحالات سياسية معقده!!

    هناك... تبحث عن معنى الحرية، وتكتشف أن ذلك معنى لايدركه الكثيرون ولا يبحث عنه سوى من نالت منه تلك الأيدي المجبولة بالحقد والكره لكل ما هو عربي وينطق العربية.

    هناك... في العالم الآخر... حيث تقف عصراً ومع غروب الشمس لتنظر شرقاً... غرباً... شمالاً... وجنوباً... تتزاحم الأفكار في رأسك... هذه الأرض عربية... ماؤها وهواؤها عربي...عبقها ونسيمها عربي... الشجر والحجر والتراب عربي...طائر الحسون عربي... كل ما فيها عربي... إلا انك فيها الدخيل والغريب!!


    ليث عرار
    ياسمين جوما
    ياسمين جوما

    مبدع\ـة جديد


    مبدع\ـة جديد


    ( تاريخ التسجيل ) : 18/01/2015
    ( مجال ابداعي ) : كمبيوتر
    ( مشاركاتي ) : 4
    ( سمعتـي ) : 0
    ( نقاطـــي ) : 7
    ( العمــــر ) : 34
    ( الهوايـة ) : الرسم
    ( الطبقة ) : عضو عام
    ( العمـل ) : مبرمج
    ( البـــلد ) : المملكة العربية السعودية
    انثى
    رسالة موقع ومنتدى إبداع للأبد

    قصص أدبية جميلة Empty رد: قصص أدبية جميلة

    مُساهمة من طرف ياسمين جوما الأربعاء 28 يناير 2015 - 14:20

    ليلة باردة وحلم ضائع

    كنت ارتشف كوبا من الشاي، في إحدى ليالي كانون الأول القارصة البرودة، وألاعب ابنة عمتي التي أتمت ربيعها الأول قبل أسبوعين، كان ذلك في بيتهم، ولا تكاد حجرة التلفاز تخلو من ضحكات هذا وهمسات تلك! ولا تخلو أيضا من تعليقات زوج عمتي ( أبو احمد ) الذي كان يحب أن يبدي رأيه، خاصة في المسلسلات التركية، ثم وبلا مقدمات، توقف الكلام ورنات الجوف في الحلق، وخشعت الأصوات والضحكات معا، ولم ينبس أحد ببنت شفه، وخيم صمت رهيب على المكان.
    كنا قد سمعنا هذا الضجيج البارحة، ولكننا لم نتخيل ولو لبرهة، أن ترجع عقارب الساعة أربعا وعشرين ساعة للوراء.
    - كل شيء متوقع بالنسبة لي، ما هز سمعكم هم قنبلة صوت، هكذا وبكل بساطة، قلت لعمتي أم أحمد.
    - أليس موعد جنود الاحتلال وخفافيش الظلام الساعة الحادية عشر ليلا، والساعة الآن الثامنة والنصف، احد الجيبات العسكرية على بعد مئة متر من هنا، يجب أن تنام عندنا الليلة .
    أجبتها بأن لدي الكثير مما يجب إنجازه، لا سيما دراسة بعض قواعد اللغة الفرنسية، لا بد أن أذهب الآن.
    وإذ بها تقول لي انتظر قليلا صوت سيارة قوي يقترب نحونا، قلت لها إنها سيارة أجرة ستكشف لي الطريق الذي سأمر منه إلى بيتي، خرجت من بيت عمتي أم أحمد، وإذا بالسماء تمطر قنابل مضيئة، وزخات الرصاص تملأ المكان، وتذكرت نصيحة زوج عمتي أبو احمد: امش بسرعة وكن حذرا، لم يكن صوت الرصاص وحده الذي يملأ المكان، بل كان هناك صوت آخر، هو صوت الكلاب التي تنبح، خاصة عندما تشم رائحة البارود من رشاشات ام 16، التي يحملها جنود الاحتلال.
    وفي الطريق إلى المنزل، إحدى السيارات غيرت طريقها، واتجهت نحوي، أدركت عندها أن الشارع المقابل مليء بجنود المشاة، ودوي الرصاص ينطلق من البنادق من نفس الشارع، وبعد برهة كنت في البيت.

    لكن أين أخي؟ لقد شاهدته قبل العشاء مع أصحابه في إحدى شوارع القرية، سارعت بسؤال أبي وأمي عنه، قالا لي انه خرج ولم يعد.
    لكن أين هو الآن وسط هذه المعركة ؟ التي ليس فيها إلا عسكر واحد، هو عسكر الاحتلال، أجابتني أمي لا بد أنه في بيت عمك جمال – أبو محمد - اتصلت بهم على الفور، أجابني أحدهم بأنه ليس عندهم، لكن أين هو ألان؟ جواله مغلق، حاولت الاتصال به مرة تلو المرة
    غرفتي تطل على الشارع وهي مرتفعة عن بناء البيت، واصعد إليها عبر الدرج، وتقع على الشارع الذي يصل بيتنا بالشارع الرئيسي، وهي في نفس الوقت مقابلة لمستوطنة ألون موريه.
    صعدت إلى الغرفة وإذ بجنود المشاة يجوبون الشارع أمامي، كل واحد عن اثنين في الحجم، إذ كان الواحد منهم يحمل وزنه ومثله معه عتادا وأسلحة، لكن ما السبيل ألان إلى إعلام أخي بوجودهم ؟ حاولت الاتصال به مرة أخرى، حتى أجابني أخيرا، كان ما يزال في الشارع، وكنت اسمع دوي الرصاص يدق في أذني عبر الجوال، أخبرته بأن يتجه إلى بيت عمي، لان شارع بيتنا والشارع المقابل مكتظ بالمشاة من جنود الاحتلال، وإذا بأحدهم ينادي ويصرخ لقد جئت ..
    وانقطع الاتصال مع صوت رصاص يدوي في الأجواء، لم يكن صوت أخي الذي انطلق مع الرصاص، ربما كان صوت احد المستعربين المرافقين للجيبات العسكرية، اتصلت ببيت عمي، وسألتهم بأن ينام شقيقي عندهم، وبأن لا يعود حتى الصباح، ونام في بيت ابن عمي.
    رن هاتف المنزل، إنه احد الأقرباء من حي الضاحية التي تكشف القرية ، أخبرنا بالعدد الهائل من الجيبات التي تجوب القرية، وأنهم يسمعون صوت دوي الرصاص بوضوح، أرادوا الاطمئنان فحسب، وكذلك أراد أحد أخوالي بعد خمس دقائق من الهاتف الأول.
    لقد فكر والداي كثيرا في أمر الغرفة، وقالا لي: يجب أن لا تنام في غرفتك الليلة، لأنها مكشوفة تماما أمام المستوطنة، أجبتهما بأنها غرفتي وفيها أنام وفيها ألاعب أختي الصغيرة – أمل ابنة الخمس سنوات – وفيها ادرس، وفيها أمارس هواياتي عبر الكمبيوتر، وفيها حياتي كلها، أأتركها بهذه البساطة لأنام في غرفة أخرى؟! مهما يكن من أمر هي وطني المصغر الذي يعيش في قلبي .. ونمت تلك الليلة وأنا أحلم بأن أصبح على وطن، تصبحون على وطن.



    بقلم : هلال كمال علاونه
    ياسمين جوما
    ياسمين جوما

    مبدع\ـة جديد


    مبدع\ـة جديد


    ( تاريخ التسجيل ) : 18/01/2015
    ( مجال ابداعي ) : كمبيوتر
    ( مشاركاتي ) : 4
    ( سمعتـي ) : 0
    ( نقاطـــي ) : 7
    ( العمــــر ) : 34
    ( الهوايـة ) : الرسم
    ( الطبقة ) : عضو عام
    ( العمـل ) : مبرمج
    ( البـــلد ) : المملكة العربية السعودية
    انثى
    رسالة موقع ومنتدى إبداع للأبد

    قصص أدبية جميلة Empty رد: قصص أدبية جميلة

    مُساهمة من طرف ياسمين جوما الأربعاء 28 يناير 2015 - 14:22

    ولادة... قصة قصيرة

    لم يكن تنظيف تلك الآنية المتناثرة على رخام حوض الأطباق بالعمل المعجز، لكنها آثرت الجلوس طويلا إلى طاولة المطبخ، ندى تعطي الفرصة لبصرها ليقتحم النافذة التي تعلو فوق الصنبور بمسافة عالية، لينطلق باحثا عن شيء ما.

    اعتادت عيناها أن تغرقا بالدموع وجهها منذ شهور متتالية، لقد غدت بين ليلة وضحاها من أصحاب المآسي.

    زوجُ مفقود الأثر، وأمّه العجوز أصبحت بعد فقدانه في رعاية ندى، وحملها الثقيل... جنين قد كبر وقد يخرج للدنيا ولا يرى الوالد المفقود، هم لا يعرفون إن كان حيا أو ميتا، هو للموت أقرب منه للحياة.

    مررت يدها على بطنها، وكأنها تمسح بيد مشبعة حنانا على جبين طفلها، تهديه ألما.. و دمعا... تحمله قبل مواسم المهود هما، أغمضت جفنيها، وأسقطت دمعا ممتزجا بألم وأمل.

    تناولت بيدها مشبك الشعر الصغير، ورفعت أطراف الغرة منها، وضمتها به، ثم عادت لتغسل الآنية، لعلها تجد في ذاك ملهى عن الهم.

    تذكرت ذلك اليوم الذي لا يغيب، كانت تكلم زوجها عبر الهاتف المحمول، كانت تستعجله بالعودة، تخبرها عن خبر سار سعيد لن تفصح عنه إلا بعد أن يعود للمنزل، تعرف أنه انتظر ذاك الخبر منذ سنتين... لا تود لموجات المحمول أن تسبقها تريد أن تخبره وجها لوجه، أن ترى السعادة ترتسم على وجهه.. أن تعيش تلك اللحظات بكل جزء من ثانية فيها.

    أجابها:

    - حالا حبيبتي... لكن بعد أن أؤمن بعض الأغراض للبيت.

    - سأكون بانتظارك... كما كنت دوما.

    أقفلا المكالمة، ولم يدر هو أن الطريق كما يحمل المنحنيات والمفترقات، إنما يحمل أشياء أخرى لا يمكن الاعتراض عليها، مدونة في سجلات القدر، توقفت إلى جانبه سيارة سوادء.. وترجل منها أربعة من مفتولي العضلات، أدخلوه عنوة إلى السيارة، اختطاف في وضح النهار، لم تنفع محاولات المقاومة وخاب أمله في أن يجرء أحد ويتقدم لمساعدته.

    تناثرت أكياس المشتريات خضرواتها وكل شيء. تدحرجت حبات الطماطم بعضها أردته إطارات السيارة السوداء هريسا.. ممتزجا بزيت السيارات وسواد الأسفلت.

    لم يعرف بحملها، وهم وصلهم الخبر... ارتبكوا صرخوا فتشوا ونقبوا في كل ناحية، ولكن دون جدوى.

    منذ سبعة شهور ينتظرون عودته على غير أمل، مات الأمل ونبتت على دمنته دمعة.

    أمه تحتفظ بصورته.. تخرجها بين حين وآخر، تردد آهاتها، وتدعو الله أن يرد ولدها الغريب، وتدعو لندى بالسلامة ولابنها المنتظر بطول الحياة.

    أغلقت ندى صنبور المياه الذي كانت تتخيل دائم أنه بصوته ساخط على الظلمة، جففت يديها الممتلئتين ماء وصابونا، أمسكت بيدها طرف الحوض، وقطبت جبينها وعضت على شفاها... ألم مفاجىء ليس كألم الشهور السابقة، هل حان موعد الولادة؟ هل سيأتي المولود في هذا اليوم ؟ ليس هناك متسع للتفكير، أطلقت صرخات عديدة وبكت، وامتزج ألمان في دمعها ألم الولادة والفقد.

    هرعت أم زوجها إليها... تساندها رغم ضعفها، أوصلتها إلى أقرب مكان يمكن أن تستند إليها ريثما تخبر جارتهم لترافقهما إلى المشفى، تناولت حقيبة المولود من أحد أركان الغرفة مقشورة الطلاء، وفي غضون لحظات حضرت السيارة التي ستقلهم إلى المشفى وانطلقوا يحلمون بحياة جديدة تخرج من بين الألم.

    وفي قسم الولادة حيث لا تسمع إلا أصوات الوالدات وصرخات الأطفال المصدومين بالحياة للتو، كان عليها أن تقوم بدورها بجدارة، أن تقاسي نفس الألم كما هو حال النساء من بدء الخليقة إلى يومهن هذا.

    وبين كل ذلك لم يخطر ببالها أن غريبا قد خرج، أطلقوا سراحه، بعد أن أدين بكلمة حق قالها ودفع ثمنها كثيرا.

    عاد للمنزل بأعجوبة، طرق الباب فلم يجبه أحد، وتسرب الخوف إلى فؤاده.

    لقد كان يفكر كثيرا في سجنه عندما كان بين أيدي جلاديه... بينما كانت ترتسم لوحات الطغيان على جسده عندما يلقي معذبوه بالسياط على جلده، كان يصيح ألما ويملأ أركان المكان بضجيج فلا يشفي غليلهم بل يزيدهم طغيانا إلى طغيانهم.

    كان يفكر... هل أخذوا واجب العزاء فيّ؟ أهلي.. هل تقبلوا فكرة موتي؟

    كم مرة نام عطشانا، في أحضان البرد يستجدي عطفه رغم قسوته ولسعاته، فهو يعلم أنه رغم كل ذلك أرحم من تعنت هؤلاء.

    عاد.. لم يجد أحدا، ونزل السلم على غير هدف. وقبل أن يدير ظهره للمكان، انفتح باب الجيران وأطل منه رأس جارهم الأبيض الذي كان غارقا في النوم على الأريكة.

    فرك عينيه، متأكدا من هوية الشخص الذي أمامه، ابتسم بانفعال وقال:

    - أعدت ؟!.... عدت يا غريب، لقد فقدنا الأمل بعودتك.

    - قال بصوته الأبح المألوف... نعم لقد عدت ، كأنه لا يصدق ذلك أيضا.

    صمتا ولكن غريب سأله بلهفة :

    - قل لي بالله عليك... أين أهل بيتي.

    - آه... نعم.. نعم ، عليك أن تشرفني للداخل لأشرح لك الموضوع، ادخل.. سأطمئنك إن شاء الله.

    أخبره بما كان عليه حال أهله، بما جرى في غيبته، أعلمه بأن زوجته في المشفى منذ الصباح، وأنه لا بد وقد أصبح الآن أبا.

    دمعت عينا غريب اللتين لم تبكيا قط في موضع ذلة،،،، لم تبكيا إلا في مواضع العزة حتما.

    ذهب إلى المشفى بصحبة جاره، أشعثا أغبرا، ليشاهد أحبابه دفعة واحدة.

    التقى بوالدته في الممر وأكب على يديها ورأسها مقبلا، بكيا معا، رفعت يديها حمدا لله وثناء... بشرته بطفل كالقمر في حضن أمه في الغرفة المقابلة.

    همّ أن يدخل إليهما... عارضه الجميع، ندى في وضع لا يسمح لها بتلقى الصدمات، عليهم تخفيفها ولو كانت مفرحة.

    دخلت إليها جارتهم... كلمتها، وأثنت على جمال الطفل الرضيع.

    - ما شاء الله... حمد لله على السلامة .ماذا قررت أن تسميه؟

    - أشكرك على صنيعك معنا، جزاك الله خيرا ..لم أقرر بعد بماذا أسميه.

    - ما رأيك لو أخذنا رأي والده؟

    خفق قلبها لذكره...

    - والده.. آآآآآآه وأين والده.... ( بصوت متحشرج ومبحلقة بعينين دامعتين)

    انفتح الباب وكان هو، بشحمه ولحمه ، ابتسم ابتسامته المعهودة التي لم تغيّبها عن الخاطر سبع شهور متوالية، ولكن مع عدة كدمات على جبهته تتراوح بين القديم والحديث، استمر قلبها بالخفقان و وأطلقت لدمعها العنان... حتى الطفل الصغير بكى.

    تقدم نحوها مقبلا جبهتها، ممسكا يدها.

    - خفت ألا تعود، قطع ذاك الاتصال أملي ..أصوات الرصاص لا زالت ترن في أذني ممتزجا بصوت الخاطف يهددنا ويتوعدنا .

    - كانت تلك لعبة منهم عزيزتي، أرادوا تعذيبنا جميعا... لكنهم تركوني وشأني الآن، فقد شتت الله شملهم،،، ناوليني ولدي.

    نظر إليه، قبله بحنان، قرّبه إليه، أذن في اليمنى ،،،،، أقام في اليسرى. هدأ الطفل.

    وهدأت قلوبهم... آملين أن يوصدوا باب الأحزان.

    سناء عليوي
    ياسمين جوما
    ياسمين جوما

    مبدع\ـة جديد


    مبدع\ـة جديد


    ( تاريخ التسجيل ) : 18/01/2015
    ( مجال ابداعي ) : كمبيوتر
    ( مشاركاتي ) : 4
    ( سمعتـي ) : 0
    ( نقاطـــي ) : 7
    ( العمــــر ) : 34
    ( الهوايـة ) : الرسم
    ( الطبقة ) : عضو عام
    ( العمـل ) : مبرمج
    ( البـــلد ) : المملكة العربية السعودية
    انثى
    رسالة موقع ومنتدى إبداع للأبد

    قصص أدبية جميلة Empty رد: قصص أدبية جميلة

    مُساهمة من طرف ياسمين جوما الأربعاء 28 يناير 2015 - 14:27

    حب في دار المسنين

    كان دائما ما يقول: «لماذا لم نلتقِ فى الوقت المناسب قبل هذا اليوم بخمسين عاما؟». وكانت تصمت أحيانا أو تبتسم ابتسامة مذنبة، أو تتمتم شيئا عن القدر والرضا بالنصيب، فيسكت مُحرجا. ينظر إليها فى خوف ويقول: «هل كان ممكنا أن نلتقى فى ربيع العمر ولا يقع أحدنا فى غرام الآخر؟». وكالعادة لا ترد. لا تعرف إجابات. كثيرا ما توجد أسئلة بلا إجابات.

    كان مشهدهما معا يثير الشجون. يجلسان فى الحديقة الصغيرة الملحقة بدار المسنين، ينتحيان ركنا، ينفردان، يتهامسان، يبتسمان لمداعبات الزملاء فى بيت المسنين. عاشقان فى السبعينيات، الشعر سبيكة فضة، والقلب رغيف ساخن، والعمر مكعب ثلج يوشك أن يذوب، لكن هناك البهجة، وعذوبة البدايات، والاكتشافات المتبادلة التى ترافق قصص الحب وتجعلها تستيقظ فى الصباح فرحة، وكأنها بنت العشرين.

    لم يكن أحدهما يدرى أن القدر كتب لهما موعدا مع الحب فى دار المسنين. ماتت زوجته فبكاها بصدق عند وفاتها. ومات زوجها فبدا لها العمر صحراء شاسعة بلا ينابيع. حتى لقاؤهما الذى رتبته الأقدار كان فى بيت المسنين.

    فى البدء كانت تبكى باستمرار، ولما كان قد سبقها فى الالتحاق بالدار، فقد تحرك فى قلبه العطف عليها، وبدأ يواسيها ويشد من أزرها، لكنه كسب قلبها حين أصبح يضحكها! روحه المرحة أصابتها بالعدوى، فبدأت تفتش عن مائدته لتتناول معه الإفطار، بعد أيام صارت تتناول معه وجبتى الغداء والعشاء. بعدها صارا لا يفترقان إلا عند موعد النوم.

    كانا سعيدين حقا لولا حسرته الدائمة لأنهما لم يلتقيا فى شباب العمر، حينما كان يصعد سلالم الدرج دفعة واحدة، ويأكل ما يشاء دون أن يخشى سوء الهضم، وحينما ينام لا يشك أنه سيستيقظ فى الصباح التالى.

    وفى كل مرة تبتسم فى تسامح، وتقول له فى صبر: «أقدارنا تملكنا ولا نملكها، وطريقنا المحدد سلفا سنسير عليه شئنا أم أبينا، أليس جائزا أننا كنا نتقابل ولا ألفت انتباهك؟».

    نتلاقى ولا نقع فى الحب؟، يقول لهما بحزم: مستحيل.

    يهز رأسه فى إصرار. ويجد السلوى فى الصور القديمة. صور الأبيض والأسود، وكأنه يريد أن يعوض ما فاته من الحب. كم كانت جميلة حقا فى أزياء الخمسينيات! نضرة، وأنيقة وطاغية الحضور! لكنه قليل الحظ.

    والذى حدث بعدها لا يُصدق. كان يتأمل فى إحدى الصور فشحب وجهه وارتجفت يداه. أمعن النظر فوجد مجموعة من الرجال والسيدات يرتدون أزياء الخمسينيات فى نزهة خلوية ويبتسمون. قرب المنتصف تقف حبيبته وهى تضحك مستندة على كتف امرأة أخرى. أما المدهش الذى لا يصدقه عقل، أنه- بشحمه ولحمه- يقف فى طرف الصورة ناظرا إلى الكاميرا فى غير اهتمام!

    ومنذ ذلك الحين لم يعد بوسعه أن يردد نفس السؤال الحائر: «لماذا لم نلتق فى الوقت المناسب?

    بقلم: علاء مرداوي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 29 مارس 2024 - 6:43